Get Mystery Box with random crypto!

حفظتُ القرءان صغيرًا قبل أن ينبت لي شاربان ، كان حلمي أن أصير | بَــابُ الرّيّان

حفظتُ القرءان صغيرًا قبل أن ينبت لي شاربان ، كان حلمي أن أصير مدرسًا، ولكن كانت كل المدارس ترفضني، ولم تقبلني إلا مدرسة واحدة ؛ لأن المدرسة في إجازة (وضع) ، وكانت فترة تطوعية بمكافئة سنادويتش واحد أثناء الفطور ، ولكن كيف لك أن تفطر ، وهناك تلك العيون الصغيرة التي لا تستطيع الشراء فكان حريًا بي رفض تلك الهبة لأجل تلك الأفئدة الرطبة..

المهم بعدها تحصلت على فرصة للعمل في مكتبة القمة المختصة بالأدب، عملت هناك لسنتين، كنت أبقى بالأسبوع دون أي زبون ، لم يكن يؤنسني إلا صيدلية بجواري..

ذات مرة دخلت علي عجوز في الثمانين ، ملاك بعيون خضراء داكنة ك حقلٍ من النعناع قد اسقوه للتو..

كانت تسأل عن جرائد للبيع ، لم نكن نبيع الجرائد ولكنني وعدتها أن أجلب لها ما طلبت ، وبالفعل ذهبت لمكتبة مجاورة ، وجلبت لها عشرات من الجرائد، فرحت بذلك كثيرًا ، وكانت تتردد علي كلما جلبت لها الجرائد عرفت بعدها أنها من قبيلة (العواكلة العبيدات) وعندما تخرج مني تقول (الشواعر شي واعر) كنوع من المدح والثناء..

بعد سنة التقينا مجددًا داخل الصيدلية، سلمت عليها بحرارة ولكنها قابلتي بسلام بارد كبرود رياح الشرق على جرف بحري ، عرفت بعدها أنها مصابة بمرض (الزهايمر) ..

لا يمكنني اللوم ولا يسعني التذكير فقد صادقت بعدها كثيرًا من البشر ، ينسون من غير (الزهايمر)

هل عرفتم الآن لماذا لا أعاتب أبدًا ؟